ما مصير المهاجر بعد حصوله على التقاعد؟

ما بعد التقاعد

هاجرت من وطنك العربي المسلم الى اوربا او استراليا او امريكا او كندا او نيوزيلندا او الى اي بلد اجنبي غير مسلم من اجل العيش و الاقامة الدائمة. و حصلت على عمل بكل سهولة و اشتريت سيارة ووفرت بعض الاموال و قمت برعاية اطفالك و سهرت على تعليمهم. و على رعايتهم الصحية و التربوية رغم انك كنت في غالب الاوقات في عملك الاول او الثاني ... هذا كله جميل ولك من موقع الجالية العربية الف تحية.

لكن هناك عدة أسئلة يمكن ان نطرحها عليك او ربما قد سبق لك ان سالت نفسك مثل هذه الاسئلة

  • هل فكرت يوما في مصيرك بعد حصولك على التقاعد؟ 
  • هل خططت لمستقبلك بعد ان تصبح عاجزا عن العمل؟ 
  • اين ستعيش بعد التقاعد؟ 
  • هل ستغادر البلد الذي عشت فيه و تعود الى وطنك العربي المسلم؟ 
  • هل تريد ان يتكفل ابناءك بارسال جتتك الى وطنك العربي المسلم؟ 
  • أم انك تريد ان تموت وتدفن حيت انت الان؟

اذا لم يسبق لك أن طرحت على نفسك او على عائلتك مثل هذه الاسئلة فقد حان الوقت بأن تفعل. و سنحاول في هذا الموضوع ان نتعرف على المشاكل التي من الممكن ان تعترض حياة المهاجر العربي المسلم في بلاد غير اسلامية و ذلك بعد ان يحصل على تقاعده.

مشكل الاولاد و الأقارب بعد التقاعد في بلاد المجهر:

ابناءك سيكبرون و يتزوجون و سيبتعدون عنك ولن يبقى معك سوى شريك( او شريكة) حياتك و الذي بدوره اصبح كبيرا في السن و عاجزا عن العمل او تقديم اليد العون اليك. في الغالب ليس لذيك اقارب في بلاد الغربة لان كل احبابك تركتهم في بلدك الاصلي.

ستعيش في اغلب الاوقات وحيدا او رفقة زوجة او زوج لا حول و لا قوة له او لها. كما ان ابناءك سينهمكون في اعمالهم و حياتهم و سوف ينسون زيارتك او قد يتناسوا زيارتك. و حتى و إن فعلوا فسيكون ذلك ناذرا. لا تفكر في ان تعيش معهم كما فعل اخوك او صديقك في بلدك العربي المسلم. خاصة اذا كان ابناءك متزوجين من ازواج غير عرب.

و حتى اذا مللت من حياة العزلة في بلاد المهجر و فكرت في العودة الى بلادك الاصلي فهذا بدوره لا ينفع خاصة اذا كنت مدة هجرتك طويلة جدا. كل شيء تغير في بلادك و انت لازالت تتذكر فقط ما كنت عليه قبل هجرتك. الحي او القرية التي ولدت فيه. او التي كبرت فيها لم تعد كما كانت عليه قبل ثلاثين سنة او اكثر. لم يعد لك اصدقاء هناك. اغلب الناس في ذلك الحي او القرية غرباء عنك رغم ان معظمهم ولد و ترعرع هناك.

مشكل السكن بعد التقاعد في بلاد المجهر:

اين ستعيش بعدما ستحصل على تقاعدك؟ هل ستبقى حيت انت الان. ربما كنت تستطيع دفع مصاريف السكن و المعيشة عندما كنت قويا و تعمل يوميا. لكن ماذا بعد التقاعد هل انت قادر على مواصلة العمل و بالتالي قادر على دفع كل تكاليف السكن و المعيشة. الراتب الذي ستحصل عليه من مخصصات التقاعد حتما سيكون اقل بكثير من الراتب الذي كنت تحصل عليه عندما كنت تعمل. بينما مصاريف العيش تزيد غلاء بعد غلاء.

هل قمت بشراء منزل في بلاد المهجر او في بلدك العربي. ستجد على الاقل مكان تقيم به بعد حصولك على التقاعد و مغادرتك لبلاد المهجر. لكن لا اعتقد انك ستكون مرتاح البال بعيدا عن ابناءك. كما انك لن تستطيع ان تزورهم بسبب غلاء تكاليف السفر او على الارجح انك تعلم انك ستكون ضيف غير مرغوب فيه.

لن يهتم ابناءك بما تملك في بلدك و لا يريديون ان يعرفوا عنه شيئا مهما حاولت تذكيرهم بذلك. هم يعتبرون ان الممتلكات التي لذيك بلدك العربي لا قيمة لها الا اذا كنت تملك ثروة كبيرة. و حتى و إن فكروا في تحصيل ما كنت تملك بعد وفاتك فسيجدون صعوبة في ذلك. الصعوبة قد تكون طبيعية وقد تكون مفتعلة من طرف اشخاص كانوا يستفيدون من ممتلكاتك و لا يريدون ان يفقدوا هذه الميزة.

مشكل اللغة بعد التقاعد في بلاد المجهر:

إن كنت تتكلم لغة بلاد المهجر فهذا جيد. لقد ساعدتك اللغة على التأقلم في حياتك ببلاد المهجر. و ستساعدك في حياتك بعد التقاعد. لكن ماذا اذا كنت لا تتكلم لغة بلاد المهجر. ماذا اذا كنت من محبي الكلام الكثير.

  1.  الوحدة والاستياء: بعد التقاعد في بلد لم تتحدث فيه لغته،  قد تجد نفسك في حالة من الوحدة والاستياء. إن عدم القدرة على التواصل بسهولة مع الناس المحيطين بك يجعلك تشعر بالعزلة. من الممكن ان تفقد  التواصل مع الأصدقاء والجيران الذين كانوا جزءًا من حياتك اليومية. يصبح من الصعب فهم الأخبار والتعامل مع المسائل اليومية بسبب صعوبة التواصل
  2.  صعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية: بلد المهجر يشتمل على نظام وبنية تحتية مختلفة تمامًا عن تلك التي كنت معتادًا عليها. الاعتياد على التعامل مع الإجراءات الحكومية والمؤسسات العامة يمثل تحديًا كبيرًا. قد تواجه صعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، وهو ما يزيد من معاناتك في هذه المرحلة الحساسة من حياتك.
  3. صعوبة التكيف مع التغييرات الثقافية: تقع بلاد المهجر في ثقافة وتقاليد مختلفة عما كنت عليه في بلدك الأصلي. التكيف مع هذه التغييرات الثقافية يمثل تحديًا إضافيًا. قد يصعب عليك الاندماج في المجتمع المحلي وفهم العادات والتقاليد الجديدة، مما يؤثر على شعوري بالغربة والانبطاح.

مشاكل اخرى في بلاد المهجر

مشاكل أخرى قد تواجهها المهاجر العربي المسلم بعد التقاعد في بلاد المهجر تشمل:

  • 1. المشاكل المالية: قد تواجه صعوبات مالية بسبب الانخفاض في الدخل بعد التقاعد، مما يؤثر على قدرته على تلبية احتياجاته الأساسية وتكاليف العيش المرتفعة.
  • 2. المشاكل الصحية: قد يتعرض المهاجر العربي لمشاكل صحية مع تقدمه في العمر، وتكون الرعاية الصحية في بلاد المهجر غالبًا مكلفة، وقد تكون هناك صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية الملائمة.
  • 3. التفاصيل القانونية: قد تكون هناك تفاصيل قانونية وإجراءات تتعلق بالتقاعد والإقامة الدائمة تحتاج إلى التحقق والتنظيم.
  • 4. الحس الوطني والثقافي: قد تعترضه المشاكل النفسية والثقافية ويشعر بالاحتجاز بين ثقافتين ومجتمعين مختلفين.


من المهم على المهاجر العربي المسلم التخطيط للمستقبل بعد التقاعد والتفكير في كيفية التكيف مع التغيرات الحياتية التي ستحدث. قد تتطلب هذه المشاكل التحضير للتغييرات المحتملة واستكشاف الخيارات المختلفة المتاحة له لتحسين جودة حياته بعد التقاعد. قد تشمل هذه الخيارات البقاء في بلاد المهجر مع استثمار الوقت في التعلم وتحسين اللغة والاندماج في المجتمع المحلي، أو البحث عن طرق للتواصل مع عائلته وأحبائه في بلاده الأصلية بشكل أكبر. من المهم أن يتعامل المهاجر المسلم مع هذه المشاكل بصبر وحكمة وأن يطلب المساعدة من المهتمين برفع جودة حياته بعد التقاعد.

 

إضافة تعليق جديد

Filtered HTML

  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
CAPTCHA
انسخ حرفيا ما في الصورة
اجب عن هذا السؤال لتاكد من ان ادخال البيانات يتم يدويا و ليس اتوماتيكا